Tuesday, September 25, 2012

♥♥ ســـــما ♥♥








منذ جاءت إلى الدنيا وهي لاتعطيني فرصة الكتابة عنها وعن الإحساس بها .. جاءت صباح يوم الجمعة 20 أبريل 2012 فأنارت لنا الحياة .

لم أكن أتصور أن آلم المخاض مؤلم هكذا .. لكني حين رأيتها نسيت كل شئ إلا هي " واالدها " وكنت حريصة لأن انظر إليها لأعرف هل هي تشبهني أم تشبه والدها كما تمنيت !!

جائوني بها بعد ساعات وهي ترتدي ملابسها البيضاء الملائكية  .. وتنتفض طلباً لضمة حنان اضمها لها .

طالعت وجه زوجي فرأيته يبتسم معلناً فرحته أني انجبت طفلة جميلة تشبهه .. الحمدلله جاءت سما مزيجاً رائعاً من كل ملامح والدها  :)

نسيت مابي من آلام وغمرتني الفرحة حين رأيتها بين يديه يرفع لها الآذان بصوته الأبوي ، ومداعبته وفرحته بقدومها ، ولم ننسى بفضل الله تحنيكها والحرص على سنة نبيبنا - عليه أفضل الصلاة والسلام-

منذ جاءت سما إلى الدنيا وهي تملأ حياتنا بتفاصيلها الصغيرة .. نتعرف عليها .. وتعترف هي أيضاً علينا .
نحاول أن نفسر نغمات بكائها  ، وملامح وجهها ، ونظرات عينيها .. وتحاول هي أن تتجاوب مع كل لمسة وهمسة لها .. لاأعرف كيف أصف روعة اللحظات التي امتلأت بها .. تبكي فينخلع قلبي .. تبتسم فاشعر بالحنان يتدفق مني إليها .. اتمنى لو استطيع أن املأ كل لحظاتها سعادة .. وان امحو كل لحظة بكاء حتى لو كانت كبكاء الأطفال

لكن سما ليست ككل الأطفال !!
هي ابنتي وابنة الانسان الوحيد الذي احببته .. وهي ثمرة حبنا ورباط حريري يربطنا إلى الأبد

كان مما يقلقني قبل الولادة هو موقف زوجي من "سما" كيف سيستقبلها ؟؟ هل سيتحمل لحظات بكائها ؟؟
هل يستطيع أن يحبها في هذا العمر الضغير لها أم يحتاج الأمر لمزيد من الوقت ؟؟
دار كل هذا برأسي .. لكن زوجي محا قلقي منذ اللحظة الأولى بالمستشفى حين رأيته فرحاً مداعباً لها حيناً .. ويتلو على مسامعها آيات من القرآن الكريم بصوته العذب المحبب إلي -حيناً آخر- حينها أيقنت أن " سما " ليست طفلاً كباقي الأطفال 

وتأكدت أيضاً من شئ أدركته في أولى لحظات زواجي - أن زوجي ليس ككل الرجال-

منذ جاءت إلى الدنيا وهي تشغلنا بطعامها ولباسها وتنظيم نومها .. ننشغل براحتها وسريرها وطريقة نومها
نشعر أن الحياة تمنحنا أكثر مما نستحق وتربط بيننا وتشهد على حبنا .

ليست كل الأمومة تعب ، وبذل، وحرمان ... ليست كلها ثقل حمل ، ووجع ولادة وسهر ليل ، وانشغال بال " وإن كانت لاتخلو "
الأمومة ايضا سعادة وفرحة وكسب .. سعادة لأنك ترى مشروعك الصغير يكبر وكل ماتضيف إليه شيئاً تراها .. وفرحة لأنك ترى بذرة منك وشبيها لأحب الناس إليك بل هو مثيله وبعض منه. تشهد نموه .. وتواكب تطوره .. ويحقق لك ماتتمنى
الأمومة هى حب وعشق وغرام هى علاقة عاطفية بلا قيود ولا حدود

عندما تغفو "سما " انظر إلي وجهها واتأمل ملامحها .. أحاول أن اكتشف في كل وقت ماتجمعه من ملامح أبيها
ابتسامتها قادرة على آسر قلوبنا

عندما يهمس بجانبها مداعباً .. تستكين لسماع صوته وتنظر بعينيها البريئتين باتجاهه .. كيف تمتلكين أيتها الصغيرة بكل ضعفك هذا امتلاك قلوبنا !!؟؟ 

جاءت " سما " إلى دنيانا بعد أن ظللنا - والدها وأنا - نتسائل طوال تسعة أشهر من جدوى أن يكون الحمل تسعة أشهر ولماذا لايكون شهراً واحداً ؟؟ :)
جاءت إلى الدنيا لندرك انها رحمة مهداه، ونعمة من رب السماء
فهي سما تعلو بنا دائما إلى الفرحة والسعادة ، وبقلوبنا إلى الرضا والشكر

فاللهم لك الحمد حمداً كثيراً على جميع نعمك وجميل فضلك
اللهم لاتحرم أحداً هذه الفرحة  أبدا
واجعلهم لنا قرة عين باريين صالحين واعنا على رعايتهم وتربيتهم كما تحب وترضى  .. اللهم آمين