ابتعد قليلا...لترى الصورة بالحجم الطبيعى

" البعيد عن العين بعيدعن القلب"

دائما مانسمع هذه المقولة ، بل ونرددها أحيانا كثيرة

فهناك الكثير منا من يقدر القرب والبعد بين الأشخاص عن طريق طول أو قصر المسافة بينهما

ولكن فلنتسائل

هل لايملك القلب القدرة على رؤية ما لايمكن للعين ان تراه؟

من يشعر العين أم القلب؟

أعتقد أن العين ليست سوى مرآة نرى بها.. ولكن لانشعر من خلالها

:

هناك أشياء كثيرة لا يمكن معرفة قربها أوبعدها بالمسافة أحيانا

فكم من أشخاص قد يكونوا قريبين منا ولكننا لانشعر بوجودهم فى حياتنا ونشعر ببعد المسافة بيننا؟

وكم من أشخاص بعيدين عنا جدا ولكننا نشعر بقرب المسافة بينا ومدى تأثيرهم فى حياتنا؟

وللاسف

كثير منا ان لم نكن الكل فى هذه الحياة من استوعب معنى وقيمة بعض الاشياء ولكن بعد الابتعاد عنها

فهناك أشياء كثيرة أمامنا لانستشعر قيمة وجودها فى حياتنا الا بعد أن نفارقهم ونرحل عنهم هذا إن لم يرحلوا هم فى البداية

قد كنا معهم برفقة أجسادهم ومعانى أرواحهم ولا نشعر بقيمتهم

ولكن

بعد الفراق شعرنا بقيمة أرواحهم ومعانى آثارهم التى تركوها خلفهم لنشعر بعد ذلك بقيمة وعمق وجودهم فى حياتنا

ولكن متى أدركنا ذلك ....بعد مفارقتهم؟؟؟

فلماذا نجعل لهذا الشعور أن يتملكنا فى الوقت الضائع؟؟

ولماذا لا نستشعر وجودهم وهم بقربنا ؟؟

لماذا نتمنى ان نفعل الكثير لهم ولكن بعد رحيلهم؟؟

لذلك

علينا ان نقترب اكثر من الحقيقة ولنفترض وداع تلك الموجودات عن حياتنا الآن؟

ولنستشعر شعورنا لهم بعد الرحيل ...كيف سيكون؟؟

هنا ...سندرك ان البعض فى حياتنا "مهم" والبعض الآخر "غير مهم"

فلنبتعد عن الصورة قليلا لنرى ملامحها بحجمها الطبيعى فهى دائما امامنا

ولكن..قد لانشعر بجمال وروعة منظرها الطبيعى إلا إذا ابتعدنا قليلا عنها حتى نعود إليها بشعور وإحساس أجمل

هذا ما سيجعلنا أكثر تعلقا بالموجودات الغالية فى حياتنا ومن لهم معنى مختلف

وبين الموجودات الأخرى فى حياتنا

وذلك حتى لانضيع أكثر من ذلك فى البحث عن من نريد وأن نشعر بهم قبل أن يرحلوا عنا